استبقت فرنسا زيارة موفدها إلى لبنان وزير خارجيتها جان ايف لودريان المرتقبة خلال الأيام القليلة القادمة بالتهديد والوعيد، كاشفة هذه المرة عن اجراءات عقابية اتخذت بحق شخصيات لبنانية صنفتها ضالعة في عرقلة المبادرة الفرنسية الرامية الى تشكيل الحكومة.
وفي قراءة لـ«عكاظ» حول الموقف الفرنسي عالي النبرة، قال مصدر سياسي لبناني مطلع على اجواء الزيارات الفرنسية الى لبنان، ان التهديد الفرنسي او عصا العقوبات لم يعد مجديا في التعاطي مع القوى السياسية التي لم ولن تحرك ساكنا للانخراط في اي تسوية توقف الانهيار اللبناني، فمشروع العقوبات المذكور لم يؤمن اي إجماع اوروبي كما انه لم يعد محط اهتمام واشنطن، وهذا ما دفع جبران باسيل لاستباق الزيارة واعلان العقوبات المذكورة بالقول في تصريحه الاخير: ان سياسة العقوبات غير مفيدة في أيّ مكان بالعالم. واكثر من ذلك فقد حذر من مضارها التي قد تؤدّي إلى إبعاد لبنان عن أوروبا والغرب والأخذ به نحو الشرق.
وأضاف المصدر لـ «عكاظ»، ان الزائر الفرنسي مضطر في المضي قدما واستكمال ما اعلنه قبل نحو شهر عن الايام المصيرية التي تنتظر اللبنانيين.
من جهته أوضح خبير الشؤون الاوروبية تمام نور الدين لـ «عكاظ» أنه يجب على القوى السياسية اللبنانية ان يخافوا لودريان الذي يمثل الدولة الفرنسية العميقة، وبات يمسك بالملف اللبناني بعدما خرج من دوائر الايليزيه.
ويؤكد نور الدين ان العقوبات الفرنسية اتخذت، ولائحة الأسماء الذين ستطالهم العقوبات صدرت ولكن لودريان سيعمد خلال زيارته للبنان الى جس نبض هذه القوى للمرة الأخيرة اذا ما كانت جادة في تنفيذ المبادرة الفرنسية قبل الاعلان عن الإجراءات العقابية.
وعن الفتور الامريكي والاوروبي تجاه هذه العقوبات ومدى تأثيرها على الساحة اللبنانية في تحريك مياهها الراكدة، قال نور الدين: عندما تعلن فرنسا عن هذه العقوبات، فإن عددا من الدول الاوروبية ستحذو حذوها، كما انها ستلقى ترحيبا امريكيا خاصة على الأشخاص الذين سبق وطالتهم العقوبات الامريكية، داعيا اللبنانيين لان يتلقفوا الفرصة المتاحة لهم حاليا في ظل الانفتاح العربي الايراني والأمريكي الايراني.
وفي الختام، يعلق المصدر السياسي لـ «عكاظ» بالقول: رغم الضغوط الفرنسية التي وصلت إلى حد فرض عقوبات، الا ان لا شيء سيتقدم على مسار تشكيل الحكومة. ولم يرد اي تعليق لبناني على هذا التقرير.